الموضوع الأول: مقدمة عن صناعة أول ترانزستور.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على حبيبنا رسول الله

تحدثت في موضوع سابق عن الفرق بين معالجات شركة إنتل Intel Core i3, i5 and i7 الجيل الأول والثاني والثالث، وكنت سأتحدث بعدها في موضوع مستقل عن معالجات الجيل الرابع، وبالفعل بدأت في البحث عن المعلومات التي سأحتاجها للكتابة وخلال عملية البحث وجدت أنني أعود في معظم المواضيع التي أقرأها إلى بعض من المعلومات الأساسية والتي تعتبر هامة ويجب الاشارة إليها، وكلما قرأت أكثر وجدت الحاجة أصبحت أكثر وخاصة لغير المتخصصين في هذا المجال ولديهم شغف به ويحتاجون لتوضيح بعضا من المفاهيم والاساسيات حتى يسهل عليهم فهم ما نتحدث عنه. لذلك كان لزاما على سمارت إلكترون Smart Electron أن تتحدث عن هذه الأساسيات بشئ من التفصيل المبسط بعيدا عن التعقيدات العلمية والتي قد تنفر القارئ من متعة القراءة، وتبعده عن الهدف الذي قرأ من أجله. لذا فقد رأيت أن أجعل موضوع المعالجات الدقيقة سلسلة من الموضوعات المترابطة وليست موضوعات متفرقة من هنا وهناك حتى نتعرف على بداية هذه التقنية والثورة في صناعتها والمستقبل المتوقع لها.

صورة طبق الأصل لأول ترانزستور عملي

 

            بالطبع لا يخفى على الجميع التطور الهائل في التقنية من حولنا، هذه التقنية جعلت من الأجهزة المستخدمة على سبيل المثال لا الحصر في الطب والهندسة والفلك والاتصالات والحاسب وغيرها أكثر كفاءة، وأفضل أداء، وأكثر سرعة، وأصغر حجما. السؤال الذي يتبادر للذهن الآن من يقف خلف هذه القفزات الهائلة والسريعة في عالم التقنية؟ بالطبع بعد توفيق الله سبحانه وتعالى وتعليمه للإنسان مالم يكن يعلمه من قبل، هو توصل العلماء لتقنيات حديثة في صناعة الدوائر المتكاملة Integrated Circuit والتي من أهمها صناعة المعالجات الدقيقة Microprocessor والحاكمات الدقيقة Microcontrollers.

 

            إذا قبل صناعة هذه الدوائر المتكاملة الحديثة، ماذا يكان يوجد من قبل؟ للإجابة على هذا التساؤل علينا أن نذهب إلى مختبرات بيل Bell Laboratories في شركة AT&T في الولايات المتحدة الأمريكية والتي شهدت صناعة أول ترانزستور في 16 ديسمبر 1947 من قبل ويليام شوكلي (الجالس في الصورة)، و جون باردين (يسار الصورة)، و والتر براتين (يمين الصورة)، ولعل هذا كان أهم حدث إلكتروني في القرن العشرين، تلاه فيما بعد صناعة الدوائر المتكاملة والمعالجات الدقيقة التي هي أساسيات الإلكترونيات الحديثة. قبل صناعة الترانزستور كان يستخدم الأنبوب المفرغ vacuum tube والذي كان يصعب تصغير حجمه، ويستهلك الكثير من الطاقة على شكل حرارة. هؤلاء العلماء أنجزوا العديد من التجارب ولاحظوا أنه عند اتصال نقطتين من الذهب مطبقة على بلورة من الجرمانيوم أنتجت إشارة من الطاقة في الخرج أكبر من إشارة الدخل. وبمزيد من الأبحاث توسعت المعرفة عن أشباه الموصلات وظهر مصطلح الترانزستور من اختصار للعبارة (TRANSfer resISTOR) لتصبح الكلمة هي Transistor. ويعتبر الترانزستور على قائمة الانجازات في الإلكترونيات في منظمة مهندسي الكهرباء والإلكترونيات IEEE. وقد حصل العلماء الثلاثة في عام 1956على جائزة نوبل Nobel Prize مناصفة تقديرا لأنجازهم.

 

وفي الختام أتمنى أن أكون قدمت ما يفيد في هذا الموضوع، وبالله التوفيق.

كتبه: م. صالح بن محمد الغامدي